ما هو نظام الكيتو دايت؟ الحمية الغذائية المعتمدة على الدسم (الدليل الكامل)

 

يعتمد جسم الإنسان على ثلاث أنواع رئيسية من المواد الغذائية للحصول على الطاقة وهي “البروتين والدسم والسكريات “. وتأتي السكريات في مقدمة هذه المواد من حيث سهولة الاستهلاك من قبل الجسم يليها الدسم والبروتين وبما أن السكريات “الكربوهيدرات” هي المصدر الأساسي للطاقة في الجسم فإنَ استبدالها بالدسم سيجبر الجسم على تغيير طريقة الاستقلاب. هذا ما يحدث تماماً في نظام الكيتو دايت.

ما هو نظام الكيتو دايت؟


يعتبر نظام الكيتو دايت من الحميات الغذائية الّتي تعتمد على تغيير النظام الغذائي بشكل جذري بحيث يتم تحويل مصدر استهلاك الطاقة في الجسم من الكربوهيدرات الى الدسم والشحوم وذلك من خلال تقليل الوارد الغذائي من السّكريات واستبدالها بالبروتينات والشحوم ممّا يؤدي الى خسارة سريعة في الوزن تصل الى حوالي 10 كيلو جرام في الشّهر الواحد.

كيف يسبب نظام الكيتو خسارة الوزن بسرعة؟


إنّ السكريّات او الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي والأسهل للحصول على الطاقة في الجسم وهي أيضاً المادة الوحيدة الّتي يستطيع الدماغ استهلاكها ولا يُجيد استهلاك المواد الأخرى فعندما نقلّل الوارد الغذائي من السّكريات إلى كمية قليلة “أقل من 50 جرام يومياً” يبدأ الجسم باستخدام مخازن السّكر في الجسم والمخزّنة بشكل خاص في الكبد لتلبية حاجات الجسم اليوميّة وهذا الأمر لا يستمرّ أكثر من يومين الى ثلاثة أيام حتى يبدأ الجسم بالتحول الى نظام الكيتو للحصول على الطاقة. ولكن كيفَ يحدث ذلك؟

 

وجبة لحمية الكيتو

يحدث الانخفاض السّريع في الوزن بسبب الكيتو دايت نتيجة العديد من التّغيرات في أساليب التعامل مع الغذاء من قبل الجسم ومن أهم هذه التغيرات:


1-عندما ينخفض الوارد الغذائي من السّكريات يبقى الجسم بحاجة إليها لأنه وكما أسلفنا فإنّ الدّماغ لا يعرف أن يستهلك مواد أخرى غير السكريات فيبدأ الكبد بإنتاج السّكريات من الشحوم وهذا الانتاج للسكريّات يحتاج كميات كبيرة من الشحوم والطاقة على عكس استهلاك السكريات جاهزة.


2-ينخفض مستوى الإنسولين في الدم بسبب قلّة تواجد السّكريّات في الغذاء وبما أنّ الإنسولين هو الهرمون المسؤول عن امتصاص السّكريات وتحويلها الى شحوم وبالتالي زيادة الوزن فإن انخفاضه يؤدي إلى نتائج عكسيّة اي أن الجسم يتوقف عن تصنيع الشحوم وتخزينها بل يفترض بأن المخزون الذي لديه يكفيه. ونتيجةً لهذا التغيّر في عمليات هضم الغذاء ونقص سكر الدم يبدأ باستهلاك الشحوم بكميات كبيرة لتصنيع السّكر والأجسام الكيتونيّة “الأسيتوأسيتات وبيتا هيدروكسي البوتيرات والأسيتون” من جهة ويتوقف عن تصنيع وتخزين الشحوم من جهة أخرى وتعرف هذه الحالة باسم “الكيتونيّة الغذائية” وتبدأ عندها الخسارة السريعة للوزن.


الفوائد الرئيسية لنظام الكيتو


تعتمد معظم فوائد هذه الحمية على نتائجها لأنها تسبب خسارة كميّات كبيرة من الدّهون اي أن الفوائد ترتبط بخسارة الوزن أكثر من ارتباطها بالنظام الغذائي نفسِه:

  • يعزز فقدان الوزن من خلال العديد من الطرق وذلك بسبب أنّ هذا النظام “كيتو دايت” يسبب زيادة عمليات الهضم بشكل كبير ويقلّل من الشّعور بالجوع ويُنقِص الشّهيّة مما يساهم في المحافظة على خسارة الوزن.
  • يساهم في المحافظة على صحّة الجلد(حبّ الشباب)
    النّظام الغذائي غير المنضبط يسبب تقلّبات سريعة في مستوى سكر الدم وبالتالي فإنّ المحافظة على مستويات منخفضة من السّكر يساهم في تقليل الأعراض الجلديّة وخاصّةً حبّ الشّباب.
  • قد يساعد في الوقاية والعلاج من بعض أنواع السرطان حيثُ تشير بعض الدراسات الى أنّ استخدام نظام الكيتو يمكن استخدامه بجانب المعالجة الكيميائية كمعالجة تكميليّة.
  • المساعدة على تحسين صحّة القلب.. كما قلنا في البداية فإنّ فوائد هذا النظام تعتمد على انقاص الوزن وبالتالي انعكاس هذا على جميع وظائف الجسم ومنها القلب عن طريق تقليل كوليسترول الدم وتقليل كميّات الشحوم المتراكمة حول القلب والّتي تعزز أمراض تصلّب الشرايين وغيرها.
  • قد يساعد في تحسن الوظيفة العقليّة، في الحقيقة إننّا جميعاً نعاني من الإدمان على السّكريّات، أو ما يعرف بالكربوهيدرات وعند استخدام حمية الكيتو والتخلّص من السّكر في النظام الغذائي فإنّ دماغنا سيتحرر من إدمان السكر الأمر الّذي قد يعطي الشّعور بالثقة والتحرر، إضافةً إلى أنّ بعض الدراسات أشارت أنّ الأجسام الكيتونيّة المتشكلة في حالة الحمية الكيتونيّة قد تعمل كحماية للخلايا العصبيّة وبالتّالي الحماية من الكثير من الأمراض كألزهايمر.

الأضرار المرتبطة بحمية الكيتو


بالرغم من الفائدة السريعة والملحوظة من نظام الكيتو فإن استخدام هذا النظام لمدة طويلة قد يكون لها آثار سلبية كثيرة وخصوصاً بسبب الحاجة الماسّة للسكريّات فمثلا يمكن أن يسبب نظام الكيتو ما يلي:

  • زيادة كميّة البروتينات في الدم
  • قد يسبب اختلال في حموضة الدم بسبب انتاج كميّات كبيرة من الأجسام الكيتونيّة
  • زيادة كمية الدهون في الكبد مما قد يؤدي الى تشمع الكبد
  • نقص الفيتامينات
    إضافةً الى ذلك يمكن أن يسبّب نظام الكيتو أعراض جانبية عند تطبيقهِ مباشرةً وذلك بسبب عدم تأقلم الجسم مع الحالة الجديدة بسرعة مثل:
  • الإقياء
  • الامساك
  • الغثيان
  • الصداع
  • قلّة النشاط الذهني والبدني والشعور بالملل

الأشخاص الّذين يجب عليهم تجنّب حمية الكيتو

  1. اذا كنتَ تعاني من مرض السّكري وتستخدم الإنسولين فيجب عليك الابتعاد عن هذا النظام
  2. السّيدات الحوامل والمرضعات
  3. الأشخاص الّذين يعانون فقدان الشّهيّة واضطرابات في تناول الطّعام
  4. أصحاب الأمراض الكلويّة المزمنة
  5. الأشخاص الّذين يعانون من مرض التهاب البنكرياس الحادّ

خلاصة:
أجبنا في هذا المقال عن سؤال ما هو نظام الكيتو؟ او ما هو الكيتو دايت؟ ويمكننا القول أن هذا النظام يعدّ نظاماً جيّداً على المدى القصير لأنّه يحقق نتائج مرغوبة بسرعة كبيرة. ومع ذلك فإنّ استمرار مثل هذا النظام لمدّة طويلة قد يتسبب في أضرار جانبيّة.

لذلك فإن الخيار الأمثل هو البدء بهذا النظام لفترة قصير ريثما تتم خسارةً الدهون، ثم الاستمرار على حميات غذائية أقل قسوة جنباً إلى جنب مع ممارسة الريّاضة، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الطّبيب قبلَ البدء بأي نظام غذائي للتأكد من أن هذا النظام لن يؤثر على حالتِك الصحيّ في حال كنت تعاني من أي أمراض مزمنة.

المصادر:

https://www.healthline.com/nutrition/ketogenic-diet-101#_noHeaderPrefixedContent

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *