علاج مرض التوحد عند الأطفال | العلاجات المقترحة

مرض التوحد عند الأطفال

علاج مرض التوحد عند الأطفال

هناك العديد من الطرق المقترحة لعلاج مرض التوحد عند الأطفال والتخفيف من أعراضه. ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج واحد معتمد في علاج طيف التوحد ASD وبالتالي فإن معظم العلاجات تهدف لتخفيف الأعراض أكثر من كونها تساعد على استئصال المرض نهائياً. يمكن لهذه العلاجات اذا كانت في مرحلة مبكرة أن تساعد الأطفال على أن يعيشوا حياة شبه طبيعية ويتمتعوا بمهارات كاملة.

العلاج السلوكي

يعتمد هذا العلاج على تحسين السلوكات الإيجابية والتخلص من السلوكات السلبية كما يساعد أولياء الأمور في تقديم الأساليب المساعدة في هذا العلاج وذلك من خلال

دعم السلوك الايجابي من خلال تحديد سلوك الطفل في مكان معين والأسباب الكامنة وراء هذا السلوك ومن ثم تغيير البيئة المحيطة. يعمل هذا التغيير بالإضافة إلى دعم السلوكات المرغوبة إلى توجيه سلوك الطفل نحو الأفضل.

تعزيز الاستجابة الحيوية وذلك من خلال تدريب الطفل على الاستجابة للبيئة المحيطة. يهدف هذا العلاج إلى تعزيز السلوك الضروري للحياة والاستجابات الفطرية السريعة التي تساعد على النجاة وأخذ زمام المبادرة في التواصل. قد يساعد تحسين هذه المهارات في تحسين علاقات الطفل الاجتماعية.

التدخل السلوكي المبكر ويهدف إلى تعليم الطفل في سنّ مبكرة بشكل مكثف وفردي وعدم انتظار البيئة. يحتاج هذا النوع من المعالجة إلى مجهود كبير وصبر لفترة طويلة ولكنّه قد يعطي نتائج باهرة.

التعليم التجريبي وفيه يقوم المعلم بتجريب الطرق المختلفة لتعليم الطفل مهارات جديدة ومن ثم استخدام الطرق التي تعطي النتائج الأفضل واستخدامها في إكساب الطفل مهارات جديدة.

العلاج المعرفي والسلوكي

يهدف هذا العلاج إلى الاعتماد على المعرفة بهدف تصحيح المشاعر والسلوكيات. يتفق الطبيب المختص او الوالد مع الطفل المصاب بالتوحد على طرق محددة بهدف معرفة الأفكار والخواطر التي تسبب مشاعر سلبية وبالتالي سلوكيات سلبية ومن ثم محاولة التخلص منها. يتم هذا العلاج في عدة مراحل ويساعد في الغالب المرضى المصابين بالخوف والقلق.

المعالجة المبكرة

كما أشرنا سابقا فالتدخل المبكر لحالات التوحد له دور إيجابي في تحسن الحالة على المدى الطويل. يمكن اعتبار التدخل مبكرا من سنتين الى ثلاث سنوات من عمر الطفل. يكون الطفل في هذا السنّ في مرحلة نضج الجملة العصبية المركزية وأكثر قابلية للتعلم تعديل السلوك من الأطفال الأكبر سنّاً وبالتالي يكون أكثر استجابة للعلاج. قد يكون التدخل المبكر شافياً بشكل نهائي في حال كان بصورة صحيحة في مثل هذه الأعمار. يشمل التدخل المبكر لهؤلاء الأطفال ما يلي

  • التدريبات العائلية (التركيز على إكساب الطفل المهارات الضرورية)
  • التدريب ومعالجة مشكلات الكلام والنطق
  • معالجة المشكلات السمعية
  • تقديم الغذاء المناسب

ويهدف التدخل المبكر إلى إكساب الأطفال المهارات الأساسية التي يكتسبها الطفل الطبيعي تلقائياً مثل المهارات العاطفية والاجتماعية بالإضافة إلى مهارات التواصل مع الآخرين وغيرها من المهارات الضرورية للحياة.

المعالجة في البيئة التعليمية

يمكن من خلال هذه المعالجة تأمين بيئة مدرسية مريحة للطفل وتراعي متطلبات مرضه وذلك عن طريق

  • مراعاة الاحتياجات التي يريدها الطفل والتي يختلف فيها عن غيره
  • الابتعاد عن وضع قواعد صارمة أثناء عملية التعلم

يمكن أن تتضمن عمليات التعليم القيام بجلسات فردية بوجود معلم مختص وفي المنزل. يتم من خلال هذا التعليم الفردي وضع مخططات للأهداف التي سيتم تحقيقها في العلاج بالإضافة إلى العلاجات التي سيتلقاها الطفل والأطباء المطلوبين في المسار العلاجي.

علاج صعوبة مشاركة الملاحظات

تشير الكثير من الدراسات إلى أنّ الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من صعوبات في مشاركة الانتباه مع الاخرين. أي أنّ الطفل يستطيع التركيز على أمر محدد ولكن لا يستطيع دعوة شخص إلى مشاركته هذا الانتباه والعكس صحيح. أي أنّه أيضاً لا يستطيع الانتباه إلى ما يدقق عليه الأشخاص الآخرين. يساعد هذا العلاج على تحسين مهارات التعلم ويتضمن

  • تعلم الإشارة إلى الأشياء
  • مهارات عرض الأشياء على الآخرين وتقديمها
  • تنسيق النظر بين الأشخاص والأشياء

يتم هذا العلاج على مراحل ويحتاج لسنوات طويلة.

الأدوية المستخدمة في علاج التوحد عند الأطفال

هناك العديد من الأدوية التي قد تساعد في علاج التوحد عند الأطفال ولكن لا يوجد دواء معتمد ومؤكد للعلاج. أضف إلى ذلك أنّنا لا نوصي باستخدام أي أدوية في علاج هذا المرض. تعتمد معظم الأدوية على تخفيف الأعراض الناجمة عن الأذى النفسي كالعدوانية وغيرها. من الأدوية المستخدمة في العلاج

  • أريبيبازول
  • ريسبيريدون
  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية
  • الأدوية ثلاثية الحلقة
  • بعض الأدوية النفسية
  • المنشطات
  • مضادات القلق
  • مضادات الاختلاج

دور الغذاء في العلاج

يتجنب بعض الأطفال المصابين بالتوحد أنواع كثير من الطعام ويلجؤون إلى بعض الأصناف المحددة التي يجدونها لذيذة. يؤدي ذلك إلى مشاكل في التغذية او سوء التغذية لذلك يجب على أولياء الأمور او اخصائي التغذية وضع خطة غذائية لمساعدة الأطفال على النمو السليم. هذا العلاج مهم جداً لأن الدراسات الأخيرة أثبتت أنّ الكثير من الأطفال يصابون بترقق العظام نتيجةً لضعف النظام الغذائي الذي يعيشون عليه. يمكن أن يسبب امتناعهم عن بعض الأطعمة الضرورية للنمو وبناء العظم كل هذه المشكلات وبالتالي من الضروري التأكد من تواجد جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو في نظامهم الغذائي. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأطفال المصابين بالتوحد قد يعانون من مشكلات هضمية وسوء امتصاص الأمر الذي قد يفاقم سوء التغذية.

علاج المهارات الحياتية

يقدم فيه الأخصائي تدريبات للقيام بالمهارات والوظائف التي تتطلبها أمور الحياة عن طريق تحقيق أقصى استفادة من خبراتهم لتلبية احتياجاتهم الخاصة. تتم هذه المعالجة من خلال

  1. إيجاد أدوات مخصصة للأطفال لمساعدتهم على التعلم والتعامل مع الأدوات الاعتيادية
  2. تعليم العناية الشخصية كالأكل والشرب والاستحمام وارتداء الملابس
  3. القيام ببعض التمارين المشابهة للعلاج الفيزيائي

دور الأهل في علاج مرض التوحد عند الأطفال

يمكن أن يتعلم الوالدين أساليب العلاج عن طريق مختصين ومن ثم تقديم هذا العلاج لأطفالهم. يكمن الدور الحقيقي للأهل في العلاج بتواجدهم الدائم بجانب الطفل وقدرتهم على متابعة وتقييم حالته عن قرب. يشارك الوالدين في الكثير من أنواع العلاجات التي سبق ذكرها ومنها

  • علاج صعوبة مشاركة الملاحظات
  • علاج العلاقات الاجتماعية
  • العلاج السلوكي

اقرأ أيضاً: أسباب الاكتئاب عند البنات

العلاج الفيزيائي

من المرجح أن تساعد التمارين الرياضية والحركة على تحسين القدرة العقلية والصحة النفسية للأطفال المصابين بالتوحد. يرجع تأثير هذه المعالجة كونها تجعل الطفل أكثر تحكماً بعضلاته وحركاته الإرادية وبالتالي مساعدته على تجاوز العقبات الاجتماعية في التفاعل مع الأطفال واللعب معهم. اللافت في الأمر أن معظم الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من مشكلات حركية.

تطوير المهارات الاجتماعية

يحتاج الطفل إلى تعلم مهارات التواصل مع المجتمع بهدف تحسين صحته النفسية واندماجه في المجتمع. تتضمن هذه المعالجة العديد من الأمور منها

  • التصرف الجيد أثناء التعرض لمضايقة
  • الدردشة والمحادثة مع الآخرين
  • تعلم رياضة معينة

علاج مشكلات النطق واللغة

للنطق دور هام في مساعدة الأطفال على الاندماج في المجتمع والتفاعل مع الآخرين. يتم هذا العلاج عن طريق تحسين المهارات اللفظية مثل

  • استخدام الأسماء الصحيحة في مكانها الصحيح
  • تعليمهم التعبير بشكل أفضل وأدق عن مشاعرهم
  • التعليم على إنشاء العبارات المناسبة
  • تحسين إيقاع الكلام

إضافة إلى تعليم وتحسين المهارات غير اللفظية من خلال

  • استخدام لغة الجسد
  • استخدام اشارات اليد
  • استخدام رموز التواصل (تعابير الوجه)

بعض الأبحاث عن علاج التوحد للاطفال

أظهرت الدراسات الأخيرة علاقة بكتيريا الأمعاء بمرض التوحد. فقد قام مجموعة من الباحثين بالقضاء على البكتيريا الطبيعية في أمعاء الأطفال المصابين بالتوحد ومن ثم إدخال بكتيريا من أمعاء شخص طبيعي. أبدى هؤلاء الأطفال تحسناً على المدى البعيد ولكنّ هذه المعالجات لم تتجاوز كونها دراسات ولم يتم اعتمادها كعلاج نهائي.

المصادر

https://www.nichd.nih.gov/health/topics/autism/conditioninfo/treatments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *