ما هو مستوى السّكر الطبيعي في الدّم؟ وماهي التغيرات الّتي يخضع لها؟

يعبّر مصطلح مستوى السّكر الطبيعي في الدّم عن كمية سكر الجلوكوز مقدّرة بالميللي غرام لكل ديسيلتر من الدّم. عادةً تقدّر في الشخص البالغ الطبيعي خارج اوقات الوجبات ب70 إلى 110 ملغ/دل ولكنّ هذه النسبة تتغيّر بشكل كبير إما بشكل طبيعي حسب العمر والجنس وأوقات الوجبات، أو بشكل مرضي كمرض السكري او مرض نقص سكّر الدّم.

نسبة السكر الطبيعية على الرّيق:

وتعني نسبة السّكر الطبيعية في الدّم في حالات الصّيام لمدة 8 ساعات وتعرف باسم نسبة السّكر الصيامي وتقدّر ب100 ملغ/دل أو أقل. مع ذلك فإن ازدياد هذه النسبة يشير الى تغيّرات مرضيّة مهمة فمثلاً ترتفع هذه النّسبة في الدّاء السّكري من النّمط الأوّل (السّكري الشبابي) إلى 130 ملغ/دل وأيضاً في النمط الثاني من مرض السّكري والأطفال المصابين بالسّكري ترتفع هذه النسبة الى 125 ملغ/دل او أكثر.

نسبة السّكر الطبيعية بعد تناول وجبة غذائية:
وهي تعبّر عن مستوى الجلوكوز في الدّم بعد حوالي ساعة أو ساعتين من تناول وجبة غذائية والنسبة الطبيعيّة للسكر بعد الوجبات ترتفع الى 150 ملغ/دل ولا يعتبر هذا الارتفاع مرضيّاً أما في حالة السّكري النمط الأول والثاني عند البالغين والأطفال فإن هذه النسبة ترتفع الى اكثر من 180 ملغ/دل ولا تعود الى الحدّ الطبيعي الّا بعد مرور وقت طويل جداً.

ما هو مستوى السّكر الطبيعي في الدّم بشكل عام؟

لا يمكن في الواقع تحديد نسبة محددة يكون عندها مستوى الجلوكوز طبيعيّاً لأن هذه النّسبة تخضع لتغيّرات دوريّة على مدار اليوم فمثلاً يمكن لمستوى السّكر في الدم أن يرتفع الى مستويات عالية بعد تناول وجبة غذائية غنيّة بالسّكريات أو أثناء القيام بالتمارين العضلية الشديدة بالإضافة الانفعالات كالخوف والتوتر والغضب، كلّ هذه المتغيّرات من شأنها أن تقود الى ارتفاع مستوى سكّر الدّم وبالرغم من أنّ الجسم يحاول العودة للحدود الطبيعية إلى أنّ مثل هذه الارتفاعات يمكن أن تبقى لمدة ليست قصيرة تتراوح بين 2-3 ساعات.

نسبة السّكر التراكمي الطبيعي

ويُعرف أيضاً باسم خضاب السّكر وهو يدلّ على متوسط نسبة السّكر في الدّم في الأشهر الثلاثة الماضية وذلكَ لأنّ جزء من سكر الدّم يرتبط مع خضاب الكريّات الحمر ويشكل ما يُعرَف باسم الخضاب HBA1C وهو يستخدم بشكل رئيسي وشائع لتشخيص الدّاء السّكري. النّسبة الطّبيعيّة للسّكر التراكمي هي أقل من 5.7% واذا كانت النسبة تتراوح من 5.7-6.5% فهذا يعني أنّ هناك خطورة للاصابة بالداء السّكري مستقبلاً، أما اذا كانت النسبة أكبر من 6.5% فهي تعتبر مشخصّة للداء السّكري بشكل صريح.

كيف اتأكد من أنني غير مصاب بالدّاء السّكري؟

كما أسلفنا فإنّ مستويات السّكر في الدّم تتغير على مدار اليوم وبتغيّر الحالة النّفسيّة فكيفَ أعرف أنني غير مصاب بالدّاء السّكري؟
هناك العديد من الطرق لتأكيد أو نفي الإصابة منها:

1- قياس نسبة السّكر الصيامي في ثلاثة أيام منفصلة وفي ظروف بعيدة عن التوتّر والضغط النّفسي، إنّ ارتفاع مستوى جلوكوز الدّم الصياميّ الى أكثر من 125 ملغ/دل في ثلاث قياسات مختلفة يعتبر مشخّصاً للداء السّكري.

2- اختبار تحمّل الجلوكوز. وهو اختبار يتمّ إجراؤه في المخبر وذلك عن طريق تحليل السّكر الصيّامي ثم تناول محلول يحوي حوالي 75 جرام من سكر الجلوكوز ومن ثمّ يعاد تحليل سكّر الدّم بعد ساعة… ساعة ونصف… وساعتين للكشف عن أي تغيرات في اعادة السّكر الى المستوى الطبيعي. ويتم استخدام هذا الاختبار عادةً للكشف عن الدّاء السّكري من النمط الثاني.

مستوى السّكر الطبيعي

3- تحليل خضاب السّكر او السّكر التراكمي. وفي حال كانت نسبته أقل من 5.7% فهذا ينفي وجود الإصابة بالداء السّكري وأمّا إذا كانت أكثر من 6.5% فهي تؤكد على الإصابة بالدّاء السّكري. ما بين هاتين النسبتين يشكّل عامل خطورة للإصابة بالدّاء السّكري في المستقبل.

تأثير العمر على مستوى السّكر الطبيعي في الدم:

بشكل عام فإنّ التقدّم في العمر يسبب زيادة مستويات السّكر في الدم. وذلك بسبب تراجع إفراز الإنسولين المسؤول عن إنقاص مستوى سكر الدّم وزيادة مقاومة الخلايا للإنسولين. اي أنه حتّى في حالة التواجد الطبيعي للإنسولين فإن خلايا الجسم لا تستجيب بالصورة المثالية لهُ وبالتالي لا تمتص ما يكفي من السّكر لإعادته إلى مستوياته الطّبيعية. حتى الأطفال تكون مستويات السّكر لديهم مختلفة عن ما هي عليه لدى البالغين. فمثلا تكون هذه النسبة لدى الأطفال أقل من 6 سنوات هي حوالي 80-180 ملغ/دل في حالة الصيام. تصل الى 180 ملغ/دل بعد تناول وجبة غذائية أما عند المراهقين فهي حوالي 70-150 ملغ/دل في حالات الصيام وأكثر من 140 ملغ/دل عند تناول وجبة غذائية. وتكون عند البالغين أقل من 100 ملغ/دل في حالات الصيام. لا تتجاوز ال150 ملغ/دل بعد الوجبات الغذائية وتعتبر جميع هذه التّغيرات طبيعية ولا تشير الى حالات مرضيّة.

عوامل تؤثر على مستوى السّكر الطبيعي في الدّم

-الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات “الحلويات والخبز والنشاء وغيرها…”
– بعض العلاجات الدوائية يمكن ان تؤثر على مستوى سكر الدّم مثل الستيروئيدات.
– نقص الماء في الجسم “التجفاف”
– قلّة الحركة والكسل
– الضغوط النفسية والعصبية كالخوف والقلق والتوتر والسّعادة والحزن وغيرها…
– تغيّر مستوى الهرمونات كما هي الحال أثناء الحمل وأثناء الدورة الشّهريّة.

كيفَية المحافظة على مستوى السكر ضمن الحدود الطبيعيّة

– تغيير النظام الغذائي من أهم الطرق الّتي تؤدي ضبط مستوى سكر الدم من خلال تقليل كميّة الوارد الغذائي من السّكر والاعتماد على الألياف والبروتينو الدهون كما في نظام الكيتو دايت.
– تخفيف الوزن.
– ممارسة الريّاضة بشكل دوري ومنتظم.
– ممارسة المشي يوميّاً.
– شرب كميّات كافية من المياه خلال اليوم.

المصادر

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2080461/#:~:text=According%20to%20this%20equation%2C%20every,women%200.159%20mmol%2FL).

شاهد أيضاً

دعم مرضى سرطان الثدي

سرطان الثدي | الأسباب والأعراض والعلاج

يعتبر السرطان من أكثر الأمراض شيوعاً وسرطان الثدي واحد من أكثر هذه السرطان انتشاراً بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *